”توظيف تكنولوجيا التعليم الإلكترونى ضرورة حتمية لتحقيق جودة التعليم العام”ورقة عمل مقدمة إلى ندوة ”توظيف تكنولوجيا التعليم فى مدارس التعليم العام بدمياط ـ رؤية تربوية معاصرة”فى 5 مارس 2006م”

01-12-2012 01:01

نعيش الآن عصر المعلومات، حيث الانفجار المعرفى، والتدفق المعلوماتى، وأصبحت المعلومات الآن يتزاحم عليها المثقفون وغيرهم من أصحاب المهن الأخرى؛ للتعرف على الجديد فى مجالات اهتمامات كل منهم، كما توجد طرق سريعة لنقل المعلومات (Super High Way Information) من مكان إلى آخر، كما أن ظهور شبكة المعلومات الدولية(World Wide Web) المعروفة بالإنترنت، و توظيفها فى كافة مناحى الحياة، تبين أهمية المعلومات كسلعة تباع و تشترى و يتم نقلها من مكان إلى آخر للاستفادة منها.

ولقد أدى التقدم التكنولوجى إلى ظهور أساليب وطرق جديدة للتعليم غير المباشر، تعتمد على توظيف مستحدثات تكنولوجية لتحقيق التعلم المطلوب، منها استخدام الكمبيوتر ومستحدثاته، والأقمار الصناعية والقنوات الفضائية، وشبكة المعلومات الدولية، بغرض إتاحة التعلم على مدار اليوم والليلة لمن يريده  وفى المكان الذى يناسبه، بواسطة أساليب وطرق متنوعة تدعمها تكنولوجيا الوسائل المتعددة بمكوناتها المختلفة، لتقدم المحتوى التعليمى من خلال تركيبة من لغة مكتوبة ومنطوقة، وعناصر مرئية ثابتة ومتحركة، وتأثيرات وخلفيات متنوعة سمعية وبصرية، يتم عرضها للمتعلم من خلال الكمبيوتر، مما يجعل التعلم شيق وممتع، ويتحقق بأعلى كفاءة، وبأقل مجهود، وفى أقل وقت، مما يحقق جودة التعليم.

إن توظيف المستحدثات التكنولوجية التى أفرزها التزاوج الحادث بين مجالى تكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا التعليم فى العملية التعليمية، أصبح ضرورة ملحة تفرض على النظم التعليمية إحداث نقلة نوعية فى الأهداف التى تسعى إلى تحقيقها، ليكون التركيز على إكساب المتعلمين مجموعة من المهارات التى تتطلبها الحياة فى عصر المعلومات، ومنها مهارات التعـلم الذاتى (  Self-Learning Skills)، ومهارات المعلوماتية (Informatics) وما تتضمنه من مهارات التعامل مع المستحدثات التكنولوجية، ومهارات إدارة الذات، بدلا من التركيز على إكسابهم المعلومات .

كما توجد مجموعة من المتطلبات والحاجات التي فرضها علينا العصر الحالي، والتي تجعل التعلم الإلكترونى- كأحد المستحدثات التكنولوجية- الخيار الاستراتيجي الذي لا بديل عنه، ومن هذه الحاجات:الحاجة إلي التعلم المستمر، والحاجة إلي التعليم المرن، والحاجة إلي التواصل والانفتاح علي الآخرين، بالإضافة إلي التوجه الحالي لجعل التعليم:غير مرتبط بالمكان  والزمان، تعلم مدي الحياة، تعلم مبني علي الحاجة الحالية، تعلم ذاتي، تعلم فعال.

إن التحدي الكبير الذي يواجه مدارسنا اليوم، هو كيف تتغير المدارس لتواجه متطلبات المستقبل، بما في ذلك توظيف التقنيات المختلفة توظيفاً فعالاً، وتحتل موقعاً فيما يسمى _ الطريق السريع للمعلومات_،  وعموماً فان مدارس التعليم العام لكى تكون مهيأة لتوظيف المستحدثات التكنولوجية بفعالية، يجب أن يتوفر فيها بنية تحتية جيدة، ونظام تعليمى مرن، وإدارة فعالة.

وهذا ما دفع الباحث إلى كتابة هذه الورقة لعلها تفيد فى محاولتها الإجابة عن الأسئلة التالية:

1- ما تكنولوجيا التعلم الإلكترونى؟

2- ما المقصود بجودة التعليم العام؟ وكيف يتم تحقيقها؟.

3- لماذا تكون تكنولوجيا التعلم الإلكترونى ضرورة حتمية؟

4- ما متطلبات توظيف تكنولوجيا التعلم الإلكترونى؟

5- ما التحديات التى تواجه توظيف تكنولوجيا التعلم الإلكترونى؟.