الخلل فى بعض جوانب التركيبة السكانية بدول مجلس التعاون الخليجى: أسبابه ومظاهره ونتائجه. Demographic Imbalance in the Gulf Cooperation Council (GCC): its causes, symptoms and consequences

14-02-2015 20:28

شهدت مجتمعات مجلس التعاون الخليجي موجات هائلة من هجرة العمالة الأجنبية (بخاصة الآسيوية) إليها منذ منتصف السبعينيات عقب الطفرة النفطية التي أسهمت بشكل رئيسى في تمويل وتشييد البني التحتية والهياكل الاقتصادية والمشروعات التنموية. وقد أدى ذلك إلى توفير الآلاف من فرص العمل في دول الخليج العربية بمستويات متفاوتة. مما يعنى الحاجة لعمالة بمهارات ومستويات علمية وعملية مختلفة للعمل في بناء الطرق والمدارس والمراكز الصحية والإدارات والوزارات الحكومية وكذلك المصانع والأسواق وشبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي وغير ذلك من مشروعات البنية الأساسية والمشروعات التنموية المختلفة. وفي ظل صغر حجم قوة العمل الوطنية استلزم الأمر ضرورة جلب أيدي عاملة كثيرة ومتنوعة التخصصات والمهارات (عربية وأجنبية) للعمل فى هذه المشروعات والقطاعات. وقد استهدفت الدراسة رصد وتحليل أسباب ومظاهر ونتائج الخلل فى التركيبة السكانية بدول مجلس التعاون. واعتمدت الدراسة على تحليل البيانات المتوفرة عن سكان دول مجلس التعاون (مواطنون ووافدون) من التعدادات السكانية لهذه الدول، ومن الأمانة العامة لدول المجلس، والهيئات والمنظمات الاقليمية والدولية. وقد تمت عملية تحليل وعرض البيانات ونتائج الدراسة باستخدام التقنيات الحديثة المتمثلة فى البرامج الإحصائية وبرامج نظم المعلومات الجغرافية . وأوضحت الدراسة أن العمالة الوافدة (أجنبية وعربية) تشكل نحو 46.1 % من جملة سكان دول مجلس التعاون. كما أوضحت الدراسة أن هناك تفاوتاً جغرافيا كبيراً فى حجم العمالة الوافدة بين دول المجلس فمن 94.4% بدولة قطر إلى 52.9% فى السعودية. وكشفت الدراسة عن أن كبر حجم المكون السكانى للعمالة الوافدة فى معظم دول مجلس التعاون الخليجى قد أحدث خللاً كبيرا فى التركيبة السكانية بهذه الدول. وكشفت الدراسة أيضا عن صعوبة الاستغناء عن العمالة الوافدة فى الوقت الحالى. وخلصت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات منها: ضرورة الاهتمام بتدريب العمالة الوطنية وتدرج إحلالها محل العمالة الوافدة وخاصة الآسيوية، وكذلك ضرورة تنسيق وتنظيم ما يسمى بسوق العمل العربى بغرض الاستعانة بعدد أكبر من العمالة العربية لإحداث نوع من التوازن الكمى مع العمالة الآسيوية.