أصول الاستدلال النحوي عند الشاطبي في ضوء تعقيبه على آراء الكوفيين في (المقاصد الشافية)

09-02-2015 18:01

فَيُعنَى هذا البحث بتقديم صورة واضحة عن أصول الاستدلال النحوي عند الإمام أبي إسحاق الشاطبي (ت:790هـ) في كتابه (المقاصد الشافية في شرح خلاصة الكافية)، وذلك في ضوء تعقيبه على آراء النحاة الكوفيين تأييدًا أو معارضة، وتبدو أهمية هذا البحث في الكشف عن موقفِ أحد عباقرة النحاة الأندلسيين من أصول الاستدلالِ النحوي التي اعتمدها تأييدًا أو معارضة لمذاهب النحاة وآرائهم، مع إظهار منهجه في التعامل مع تلك الأصول والاحتجاج بها .

  وقد دفعني إلى البحث في هذا الموضوع أمور، منها:

- إبراز إسهامات الإمام الشاطبي في جانب أصول النحو، ومدى اجتهاده في طرق استنباط الأحكام النحوية من خلال تلك الأصول .

- أنَّ الإمام الشاطبيَّ يُعَدُّ واحدًا من العلماء الذين ضربوا في علومٍٍ شَتَّى وتصدَّرُوا فيها كعلم الأصول، والقراءات، والفقه وغيرها مِنْ علوم الشريعة، وهو فوق ذلك كلِّهِ بحرٌ مقصودٌ في النحو العربيِّ وأصوله ومسائلِهِ، فأردت التعرف أكثرَ على شخصيته النحوية في مجال أصول النحو، خاصة وأنه عالم أصوليٌّ مجتهد بارع في علم أصول العربية، له فيها وفي مجال الدراسات النحوية بوجه عام باعٌ وأثرٌ عظيمٌ قد أبرَزَهُ هو في كتابه (المقاصد الشافية) .

- ما يُمَثِّلُهُ شرحُ الشاطبيِّ لـ(الخلاصة) الألفية في كتابه (المقاصد الشافية) من قيمةٍ علميةٍ وثروةٍ لغويةٍ ونحويةٍ قلَّ من المؤلفات ما يَجُودُ بمثلها؛ وذلك لسعة هذا الشرح الكبير، واستيعابه أكبرَ قَدْرٍ من آراء العلماءِ وخلافهم النحويِّ، مُظْهِرًا من خلاله موقِفَهُ في تعقيبه على المذاهب في المسألة بجرأة واقتدار، مِمَّا ينم عن شخصيةٍ نحويةٍ فَذَّةٍ، وعقليةٍ متوازنة، وثقافة مطلعة واسعة الانتشار، وبصيرة واعيةٍ استطاعت أنْ تُحاورَ أساطينَ النحوِ وتَرُدَّ أقوالَهم بفِكْرٍ نحويٍّ دقيقٍ يَسْتَنِدُ إلى عقليةٍ فريدةٍ، والكتاب مع ذلك كُلِّهِ لم تَقُمْ عليه دراساتٌ نحويَّةٌ كثيرةٌ تُبَيِّنُ أثَرَهُ وفوائدَه .

ومِنْ ثَمَّ يسعى هذا البحثُ إلى التقرب من تلك الطاقة الكريمة من طاقاتنا الفكريةِ، أعني ذلك الأصولي البارع المجتهد أبا إسحاق الشاطبي، والوقوف عند بعض جهوده؛ إظهارًا لشخصيته النحويةِ المجتهدة ممثلةً للفكر النحويِّ في الأندلس، وذلك من خلال إبراز موقفِهِ من أصول الاستدلال النحوي في شرحه على (الخلاصة) الألفية، والكشف عن طريقته في اعتمادها دليلاً يدفع به حجة الخصم، خاصة في تعقيبه على آراء النحاة الكوفيين، وبيان مدى عنايته بها في الاحتجاج وضوابط ذلك عنده، يُضاف إلى ذلك إثراء الدراسات الأصولية في المكتبة العربية بمثل هذه الدراسة؛ لأنَّها دراسات قليلة إذا ما قُورنت بالدراسات النحوية .

ويشتمل هذا البحث على مقدمةٍ، وتمهيدٍ، وثلاثة مباحث مقفوة بأهم النتائج التي توصل إليها البحث:

أما المقدمةفتشتمل على أهمية الموضوع، وأسباب اختياره، وخطة السير فيه .

وأما التمهيد ففيه تعريف بأصول النحو وأقسامها .

المبحث الأول: السماع واستدلال الشاطبي به، وفيه:

أولاً- استدلاله بالقرآن الكريم .

ثانيًا- استدلاله بالحديث الشريف .

ثالثًا- استدلاله بكلام العرب الفصحاء نثرًا وشعرًا .

المبحث الثاني: القياس واستدلال الشاطبي به .

المبحث الثالث: الإجماع واستدلال الشاطبي به .

المبحث الرابع: استصحاب الحال واستدلال الشاطبي به .

النتائج التي خلص إليها الباحث من خلال هذه الدراسة .

وأخيراثبت المصادر والمراجع.