توظيف الصورة كوسيلة إتصال بصرى فعالة لتنمية ثقافة الجودة فى المجتمع الجامعى

13-11-2016 10:52

    التعليم هو قاطرة التقدم  وأساس  البناء وآلية الحراك الاجتماعي  والموجه  في  صياغة المستقبل ،والتعليم العالي يمثل رأس الحربة في مسيرة التقدم لذا فإن التطوير المستمر في منظومة التعليم العالي هو أمر حتمي. يحتاج في مراحل معينة إلى إعادة صياغة في الرؤية والرسالة والأهداف والاستراتيجيات والسياسات والتي تضمن ملائمة منظومة التعليم العالي  لمتطلبات  الحاضر والمستقبل والتميز والقدرة على المنافسة و بناء  قاعدة  للابتكار والإبداع والحث على التنمية ؛والذى يلعب الإتصال البصرى فيه دور مؤثر وفعال يساعد على تحقيق الجودة المرجوة  .

ويعتبرالتفكير البصرى محاولة لفهم العالم من خلال لغة الشكل و الصورة ،والإتصال بشكل عام من الظواهر المسيطرة في جميع مجالات الحياة وأكثر أشكال الإتصال هيمنة وفاعلية اليوم هو الإتصال السمعي البصري .

 

    وقد تبلورت مشكلة البحث فى إحتياج المجتمع الأكاديمى إلى تغيير بعض المفاهيم السائدة المرتبطة بالعملية التعليمية وإستيعاب التطورات الحديثة والتى تتطلب تبنى نظم لضمان جودة التعليم، وهذا الأمر يتطلب تغيير هذه المفاهيم من خلال نشر ثقافة الجودة بوسائل جاذبة وترسيخ هذه المفاهيم لدى المعنيين بالمجتمع الجامعى من أعضاء هيئة تدريس وطلاب وإداريين والمعنيين من المجتمع الخارجى .

 

    وتنبع أهمية الدراسة من أهمية تحقيق متطلبات ضمان الجودة والإعتماد نفسها فى المؤسسة التعليمية الجامعية والمعنيين من خارج المؤسسة (البيئة الداخلية والبيئة الخارجية ) وذلك عن طريق التطبيق الفعال للتقنيات المختلفة للإتصال البصرى ؛وذلك بإستخدام لغة عالمية وهى الصورة بتقنياتها المختلفة متحركة أوثابتة على حد السواء.

    وتهدف الدراسة إلى توضيح مفهوم الإتصال البصرى ومفرداتة وقواعده ودوره فى نشر ثقافة الجودة فى المجتمع المعنى والمقصود به هنا التعليم العالى وتحقيق بعض خصائص متطلبات ضمان الجودة فى التعليم الجامعى، وتوفير مخرجات بصرية (صور فوتوغرافية ،أفلام تسجيلية ...... إلخ ) تساعد فى التقويم الشامل للمؤسسات التعليمية وبرامجها طبقا للمعايير القياسية والمعتمده لكل مرحلة تعليمية ولكل نوع من المؤسسات التعليمية، وتطويع البرامج طبقا لإحتياجات سوق العمل.

    واتبع البحث المنهج الوصفي التحليلي الذي يقوم بوصف  وفهم الظواهر وتحليلها فيما يتعلق بمفهوم وضمان الجودة الاعتماد ومعاييره والتجارب الخاصة به بإستخدام التقنيات الحديثة المتعددة لتطبيقات  للإتصال البصرى .ولما يوفره من قدرة على إستنباط علاقات هامة بين مفاهيم خصائص عناصر مؤشرات معايير ضمان الجودة والإعتماد فى التعليم الجامعى الذى يعمل الإتصال البصرى على نشرها وتفعيلها .

 

الفصل الأول بعنوان الاتصال

    الإتصال بشكل عام من الظواهر المسيطرة في جميع مجالات الحياة ،إن عملية الاتصال بين البشر عملية أساسية نحس بها و نفهم من خلالها بيئتنا بما فيها من أناس وتضفى عليها وعليهم معان معينة ويتأتى تبعا لذلك أن نكون قادرين على التعامل معها أي تؤثر فيهم أوتتأثر بهم

يتناول الفصل مفهوم الاتصال، تعريفاته المتنوعه، سماته وخصائصه, أساسياته ،تاريخ تطور الاتصال ،عناصره المتعددة ،أهدافه ،اهميته ،أنواعه ،نماذج الاتصال المختلفة ووظائفها ،أشهر نظريات الاتصال .

 

الفصل الثانى بعنوان الاتصال البصرى

     الصورة هي صلب الاتصال البصري مع الأحداث والمناسبات ،والأفكار،والتاريخ ،ومن هنا تكتسب أهميتها وخطورتها في الحياة ، فالخلود مصدره الصورة ،والصورة ميلادها ميلاد مقدس ،وتفكير الإنسان عاجز من دون تفكير بالصور كما رأى أرسطو .وقد تناول الفصل الإبصار،الرؤية في المجال الطبي ،التفكير البصرى وأسباب التوجه إليه وعلاقة علم النفس به ،الصورة وتعريفها وأنواعها المختلفة (الصورة التشكيلية ، صور الواقع الافتراضي ،صور التليفزيون ،الصور المتحركة ،الصور الفوتوغرافية ،الصورة الرقمية ،صور الذاكرة ،الصور الارتسامية ) ،الصورة بوصفها تعبيرا عن التمثيل العقلي للخبرة الحسية أوإعادة إنتاج له ،علاقة الإنسان بالصورة ،أهم التصورات النفسية التي عالجت موضوع الصورة ، نظرية الجشطالت(Gestalt )  الألمانية ،الذكاءات المتعددة.

 

الفصل الثالث بعنوان الجودة

    الجودة في الإسلام تعنى الأداء على أكمل وجه و في الوقت المناسب وبأقل الموارد المتاحة ،والأداء بمهارة عالية ،والعدالة بالمعاملة ،وضمن المعايير والمقاييس المعتمدة وهناك الكثير من الألفاظ القرآنية أوما ورد على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم المتنوعة تطابق معنى الجودة منها : الإحسان ،والإتقان ،والتسديد ،والسداد ،والإكمال .إن مفهوم الجودة أكثر المفاهيم التى أثارت جدلا فمعنى الجودة يمكن تناوله بلا حدود نظرا لعدم وجود إتفاق أو رأى موحد حوله حيث إن هناك تعاريف عديدة لمعنى الجودة ،وكل منها ينظر إلى الجودة من زاويته كما هو الحال في جميع مفاهيم العلوم الإنسانية ،وتناول هذا الفصل معنى الجودة التعريفات المتنوعة لمصطلح الجودة ، مفاهيم ومصطلحات وعناصر الجودة ،إدارة الجودة (نظامهاودليلها) ،مصطلحاتها ،التطور التاريخي لفكرة الجودة الشامله ،مفهومها ،تعريفها ،مبادئها ،بعض نماذجها ،الجودة الشاملة في التعليم ،تعريفها ،عناصرها ،المعايير الواجب توافرها فيها ،الخصائص المتميزة للجودة الشاملة في العملية التعليمية ، خصائص الجودة الشاملة في العملية التعليمية وأسباب تطبيقها ،العلاقة بين الجودة والاعتماد ،مجالات تطبيق الجودة الشاملة في المؤسسات التعليمية ،مؤشرات إدارة الجودة الشاملة في التعليم الجامعى ، عناصر ومجالات جودة التَّعْلِيْمِ الجَامِعِيِّ .

 

الفصل الرابع بعنوان نظم تصميم وانتاج وسائط الاتصال البصرى

 التعليم ظاهرة معقدة – وليست بسيطة – ويكمن في وصفه ،وفي تشخيص أدوائه، ورسم سياسات إصلاحه أوتطويره أوإعادة بنائه- أن يُلجأ إلى النظرية العامة للنظم.

ويتناول الفصل النظام (تعريفه ،مكوناته ،خصائصه ،معالمه ،أنواعه ) ،المنظومة التعليمية ،مدخل النظام والعملية التعليمية ،مؤشرات ومعايير النظم التعليمية ، سمات النظام التعليمى ،مدخلات النظام التعليمى (الطلاب ،المعلمون ،الموارد البشرية ،الموارد المالية ،الإدارة التعليمية ،التكنولوجيا التعليمية ،المناهج والمحتوى الدراسي ) ،المنظومة التعليمية ،التطور التاريخى للتقنيات التعليمية ،التعلم (تعريفه ،طبيعته ،عوامل التعلم ) ،التعليم (تعريفه ،تقنياته ) ،العلاقة بين مفهومي تقنية التعليم والتصميم التعليمي ،النظريات والحركات التي ساهمت في النمو المفاهيمي للمجال ،العلاقة بين النظرية والتطبيق في مجال تقنية التعليم ،التعلم و الوسائط المتعددة ،خطوات تصميم برامج الوسائط المتعددة التعليمية  وخصائصها ،أهمية الوسائط المتعددة في العملية التعليمية .

 

الفصل الخامس بعنوان إجراءتالدراسة والتطبيقات العملية

    في هذا الفصل تم عرض اجراءات الدراسة بالتفصيل وذلك من حيث المنهج المتبع في الدراسة وهو المنهج الوصفى التحليلي ،وعينة الدراسة وعددها 180 فرد    اختارتها الباحثة بطريقة قصدية من المجتمع المعنى الداخلى و المقصود به (أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة –الطلاب –الموظفين ) ،من كلية عملية وهى كلية الفنون التطبيقية جامعة دمياط إجمالى العينة بها 90 فرد ،،وكلية نظرية وهى كلية الآداب جامعة دمياط إجمالى العينة بها 90 فرد ،وتتكون عينة الدراسة بكل كلية من (30 ) عضو هيئة تدريس وهيئة معاونة ،(30) طالب ،(30 )موظف .

الاستبيان :حيث قامت الباحثة بدراسة المحاور الأساسية لتحقيق متطلبات الجودة وهما القدرة المؤسسية والفاعلية التعليمية.وتم الإستعانة بأحد خصائص عناصر مؤشر ملائمة المبانى كأحد مؤشرات معيار الموارد ( كأحد معايير محور القدرة المؤسسية).يعتمد الإستبيان بشكل أساسى على التمييز بين النص المقروء والصورة الفوتوغرافية الثابتة والصورة المتحركة (الفيديو ) فى إيضاح مدى القدرة على إستيعاب المواصفات المطلوب توافرها فى الأبنية التعليمية فى مؤشر ملائمة المبانى لكلا من العناصر الأتية (المدرج الجامعى ،المعمل ،المكتبة الجامعية ،قاعة السيمينار والمؤتمرات ،الكنترول ،العيادة الطبية)لتحقيق متطلبات الجودة والإعتماد فى المؤسسة الجامعية .

حيث تم :

1 – صياغة الوصف التفصيلى لكل عنصر (المدرج الجامعى ،المعمل ،المكتبة الجامعية ،قاعة السيمينار والمؤتمرات ،الكنترول ،العيادة الطبية)  فى صورة نص مقروء .

2 –التصوير الفوتوغرافي بكاميرا Canon D650 , Sony DSC-HX10V لمفردات كل عنصر ثم عمل تصميم فوتوغرافى هندسى لمجموعة الصور الفوتوغرافية الخاصة بكل عنصر بمساعدة برنامج ال Photoshop Adobe .

3 - التصوير الفيديو بكاميرا Sony DVCAM 170 لمفردات كل عنصر ثم عمل مونتاج بإستخدام برنامج Final Cut .

واتبعت الباحثة طريقة المنهج الوصفى (المتوسط الحسابى ،الإنحراف المعياري ) والمنهج التحليلي (الفروق ،العلاقات ) فى التحليل الاحصائى لنتائج العينة .

 

وقد توصلت الدراسة للعديد من النتائج أهمها :

- ويرجع الاهتمام بضمان الجودة بالتعليم الجامعي إلي ضعف مستوى المعايير الأكاديمية المطبقة نتيجة للتوسع الكبير فيه ،وكذلك لعدم قدرته علي توفير المخرجات الكمية والكيفية التي يتطلبها سوق العمل ،وانخفاض التمويل الحكومي للتعليم، نتيجة للأزمات المالية ،ونزايد الاتجاه نحو المحاسبة العامة للمؤسسات وزيادة التنافس بين مؤسسات التعليم الجامعي ،ونمو البرامج الأكاديمية الموجه للسوق ؛مما دعا إلي ضرورة توفير حد أدني من معايير الجودة في مؤسسات التعليم الجامعي؛ لمواجهة هذه التحديات .

- لايتعاون المجتمع الجامعى الداخلى (أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة ،الطلاب ،الموظفين ) بشكل جيد لتتضافر الجهود للإرتقاء بالعملية التعليمية داخل الجامعة وينصب ذلك بشكل مباشر على مستوى الخريج .

- تفتقر الجامعات المصرية إلى الدعم المادى اللازم والكاف حتى تصل إلى ماترنو إلية الكليات من الإعتماد والجودة وبالتالى يكون للجامعات ترتيب عالمى .

الغالبية العظمى من الكليات داخل الجامعات المصرية لم تحصل على الاعتماد مما

يؤثر على مستوى التحصيل الدراسى للطالب .

- إغفال الدور الفعال لمفردات الاتصال البصرى فى نشر وتنمية ثقافة الجودة داخل المجتمع الجامعى.الصورة بشقيها الثابتة (الفوتوغرافية ) والمتحركة (الفيديو ) لها مفعول السحر فى إيصال ونشر ثقافة الجودة إلى المتلقى والمقصود به المجتمع الجامعى .

الصور المتحركة ( الفيديو ) لها قدرة أكبر بكثير على إيصال مفهوم الجودة أكثر من الصور الثابتة ( الفوتوغرافيا ) وخاصة عند التدعيم بالتعليق الصوتى الملائم .

وقد توصلت الدراسة للعديد من التوصيات أهمها :

- يحتاج  المجتمع الأكاديمى إلى تغيير بعض المفاهيم السائدة المرتبطة بالعملية التعليمية وإستيعاب التطورات الحديثة والتى تتطلب تبنى نظم لضمان جودة التعليم ، وهذا الأمر يتطلب تغيير هذه المفاهيم من خلال نشر ثقافة الجودة بوسائل جاذبة وترسيخ هذه المفاهيم لدى المعنيين بالمجتمع الجامعى من أعضاء هيئة تدريس وطلاب وإداريين والمعنيين من المجتمع الخارجى .

 

- ولابد من توفير مخرجات بصرية -صور فوتوغرافية ،أفلام تسجيلية ...... إلخ - تساعد فى التقويم الشامل للمؤسسات التعليمية وبرامجها طبقا للمعايير القياسية والمعتمده لكل مرحلة تعليمية ولكل نوع من المؤسسات التعليمية ،وتطويع البرامج طبقا لإحتياجات سوق العمل .

- لابد أن تقوم الدولة بدور المساند والداعم الدائم لمؤسسات التعليم الجامعى سواء عن طريق الدعم الفنى والمادي ،حيث أن التعليم هو قاطرة التقدم  وأساس  البناء وآلية الحراك الاجتماعي  والموجه  في  صياغة المستقبل وهو يمثل رأس الحربة في مسيرة التقدم لذا فإن التطوير المستمر في منظومة التعليم العالي هو أمر حتمي.