فاعلية الأشكال والصور كمثيرات بصرية في منهج الفنون التشكيلية لطلاب مرحلة التعليم الأساسي بسلطنة عما

12-05-2013 15:35

يمكن تعريف الثقافة بأنها ما يبقى للإنسان عندما ينسى كل شيء ، وبلا شك فإن الصورة تنعم بقدرة البقاء الطويل في الذاكرة ، فقد ينسى الإنسان كتاباً قرأه قبل سنوات ، ولكنه بالتأكيد لن ينسى مشهداً بصرياً أو صوراً، لاسيما تلك التي تحفل بجرعة عالية من الجاذبية والدهشة ، وفي واقع الأمر فإن المعرفة الإنسانية عموماً تتكون من كتلة تصورات متفاوتة في تعبيراتها ودلالاتها ، وأن مسيرة المعرفة كانت مترافقة على الدوام مع زيادة الثراء التخيّلي والتراث البصري على طول التاريخ ، والصورة كانت دائماً عنصراً هاماً ومدخلاً حتمياً للإجابة عن سؤال الماهية التي تعني هيئة الشيء، وهو مايتم الكشف عنه من خلال الصورة (Image) .

 

     وفي عصرنا الحالى أصبحت الصورة جزءً من سلطة المعرّفة الحديثة التي تسيطر عليها التكنولوجيا ، إذ باتت الصورة تظهيراً عقلياً للخبرة الحسيَّة‏ ، وهناك الآن أنواع متعددة من الصور تزداد تنوعاً مع تطور وسائل المعرفة والتكنولوجيا بما يقرّبنا من حضارة العين ، ومن الناحية التقنية فإن القرية الكونية هي صناعة الصورة ، وبواسطة الصورة بات بالإمكان استعمال الحواس (كالنظر، واللمس، والسمع،).. فقد أسقطت الصورة الدور المحايد للمتلقي، وأملت عليه مهمة أخرى ليصبح متفاعلاً ومشاركا فى الحدث الذى تمثله تلك الصورة ، إذ لم تعد الصورة تسجيلاً للحظةٍ مرئية في مكان ما فتجاوزت وظيفتها التقنّية ودخلت في عملية الصياغة الذهنية ولعبة الحقيقة والخيال .

وفي مناهج التعليم المعاصر بشكل عام والفنون التشكيلية بوجه خاص تعد الأشكال والصور مدخلا لبناء الأسس العلمية والتربوية والثقافية حيث تمثل وسيلة تعليم وتعلم وتثقيف وأداة مخاطبة. ورغم اتساع ادوار الصورة وآثارها إلا أن تلك الأدوار مازالت مادة خصبه للبحث والتحليل والاكتشاف باعتبارها مثير بصري و تعليمى يشارك فى بناء المجال المعرفي والثقافي بما يشكل وعى الطلاب أفراداً وجماعات ويؤثر في تعلمهم.

وإذا كانت الدراسات العلمية والتربوية أكدت بأن الجزء الأكبر من المعرفة التي تصل إلى الإنسان تأتى عن طريق البصر بما يشير إلى أننا نعيش عصر الصورة بأبعادها المختلفة ، وهو ما يعنى بالتأكيد على استخدام الحواس لزيادة فاعلية العملية التعليمية ويجعل من الصور والأشكال و التكوينات الخطية والرسوم التوضيحية وغيرها وسائل اتصال بصرية مرئية تحتاجها العملية التربوية في كافة المراحل الدراسية ،  ولأهمية ذلك سعت هذه الدراسة إلي التعرف على مدى فاعلية الأشكال و الصور كمثيرات بصرية في كتاب الفنون التشكيلية  للصف الثامن بمرحلة التعليم الأساسي وفق معايير اقترحتها الدراسة ، وكذلك معرفة مدي تأثير تلك الأشكال والصور فى تعليم وتعلم الطلاب .