برامج التدخل المبكر لمنع الفشل القرائى

27-05-2015 22:05

     إن برامج التدخل المبكر عبارة عن نظرة تعليمية موجهة للمهارات التأسيسية للقراءة، تركز على اكتساب المهارات الأكاديمية والإدراكية، وتعميمها في أداء المهام الجديدة، و هذا التوجه يركز على المهارات التأسيسية ممثلة في الوعي الفونيمي والمهارات الصوتية والمبدأ الأبجدي والتهجي ومهارات التعرف، وهو توجه يرفضه أصحاب اللغة المتكاملة الذين يرون أن البداية في التعليم يجب أن توجه إلى ممارسة اللغة التي ترتكز على الأدب لأن تعليم القراءة الهدف منه هو المعنى. على أساسا أن مناط التركيز ونقطة البداية هو ممارسة اللغة لا حاجات الأطفال وقدراتهم، وهذا التوجه دفع أصحابه لإنكار أهمية تعليم الوعي الفونيمي والمهارات الصوتية والمبدأ الأبجدي على أساس أنها مهارات تكتسب من خلال التعرض للأدب، كما أنهم ذهبوا إلى أن التعرف لا يتحقق إلا من خلال السياق ،وإذا كانت القراءة مهارة تقوم على اللغة فيجب أن تعلم في ضوء أسسها اللغوية خاصة أن مرتكزات برامج القراءة الوقائية تمثل نقاط تقارب بين اللغة والقراءة. وإذا كانت القراءة مجموعة من المهارات الأساسية تستند إلى مهارات تأسيسية فمن الأهمية بمكان اكتساب المهارات التأسيسية. وإذا سلمنا بأن القراءة مهارات وأن تعليمها ينتمي للمجال المهاري من أوسع أبوابه فإن اكتساب المهارات يتطلب تدريبا وممارسة مقصودين وموجهين أي أنها لا تكسب بصورة عرضية أو عفوية.

      وعلى هذا يمكن الربط بين كون القراءة نظام معقد لاشتقاق المعنى من الرموز، واحتياج هذا النظام لمهارات ومعارف تمثل أشكالا من التقارب بين القراءة واللغة بدءا من إدراك الفونيمات أو أصوات الكلام وفهمها، وكيف توصل إلى الرموز المكتوبة عبر المهارات الصوتية، وصولا للتعرف والتعامل مع الكلمات الجديدة، وانتهاء بالقدرة على القراءة بطلاقة- وفق التصور الذي ستعرضه الدراسة الحالية في إطارها النظري- بالإضافة إلى معاني المفردات والمعلومات لبناء المعنى في إطار تطوير إستراتيجيات نشطة لبناء المعنى، وأخيرا خلق الحافز لتعلم القراءة والمحافظة عليه. ويرتبط بهذا التصور مدى اتفاقه مع أحد مستويي تعريف القراءة، فالمعالجات في برامج القراءة الوقائية تتسق مع المستوى الأساسي الذي يتطابق مع التعريف الضيق للقراءة والذي يركز على فك الرموز أي تحويلها من كلمات مكتوبة إلى كلمات منطوقة.

 

       تأسيسيا على ماتقدم يمكن القول إن صعوبات القراءة واقع تزداد خطورته يوما بعد يوم، ويبرهن عليه زيادة أعداد من يدخلون في دائرتها. ونظرا لما قدمته الدراسات الأجنبية من أطر نظرية ودراسات تجريبية تؤكد على أن برامج التدخل المبكر لمنع الفشل القرائي تحول/ تقلل من خطورة الوقوع في دائرة صعوبات القراءة، وبناء على المعطيات التي ساقتها البرامج العلاجية من صعوبات في التشخيص والعلاج وصلاحيتها للتعامل مع كل أشكال الصعوبات حيث إن ذوي صعوبات القراءة يمثلون مجموعة تشخيصية متباينة قيما يتعلق بأنماط الصعوبات ذلك أن أسبابها ليست واحدة، وفي ضوء التصورات الحديثة التي تشير إلى ضرورة تدريس القراءة في إطار أسسها اللغوية، وضرورة الاستفادة من جوانب الالتقاء بين اللغة المنطوقة والمكتوبة أمكن تحديد مشكلة الدراسة في السؤال الرئيس التالي:

      ما دور القراءة الوقائية في منع الفشل القرائي المبكر؟ ويتفرع عنه:

-       ما مكونات برنامج القراءة الوقائية؟

-   ما الأنشطة المقترحة للتدريب على كل مكون من هذه المكونات ( الوعي الفونيمي- المهارات الصوتية – التعرف – معاني المفردات- الطلاقة في القراءة ) ؟

-       ما دور كل مكون من هذه المكونات في إكساب المهارات التأسيسية القراءة؟