توظيف الإعلان الخارجى على واجهات المبانى بما يحقق قيم وظيفية و جمالية

11-03-2015 08:16

يعتبر الإعلان سمة أساسية من سمات العصر الحالى ولون من ألوان الفنون المعاصرة، فقد أصبحت الإعلانات تحاصرنا حيث سرنا فعندما نخرج للشوارع نجد ألواناً عديدة من الإعلان، وقد شهد العالم فى الآونة الأخيرة تطوراً ملحوظاً فى مجال الإعلان الخارجى لما له من قدرة على جذب إنتباه المارة خاصة الإعلانات التى صممت على واجهات المبانى نظراً لكبر حجمها وامكانية رؤيتها من مسافة بعيدة.

    فالمبانى المختلفة هى شكل عمرانى شديد التعقيد، تتداخل عناصره وتتشابك، وإدراك المشهد البصرى للمدينة يكون من خلال صور بصرية تخضع فى تكويناتها لقيم نابعة من جماليات العمران جنباً إلى جنب مع القيم الوظيفية، والاجتماعية، وأيضاً الثقافية التى يرتكز عليها جميعاً الفكر التخطيطى والتصميم العمرانى
وعندما تغيب هذه القيم أو إحداها، فإن المشهد البصرى للمدينة يصاب بالتشويش .

   والإهتمام بملامح المدينة وشكلها وطابعها، وجمالها ليس ترفاً كمالياً فى الحياة العمرانية، وإنما حالة فطرية حضارية تلازم مستويات التطور الحضارى للمجتمعات. وتعد تنمية القدرات نحو إدراك القيم الحضارية بشكل عام، وقيمة الجمال بشكل خاص، بمثابة نقلة تطورية تنموية للمجتمعات نحو مستوى حضارى أعلى.
حيث تعانى المدن المصرية حالياً من شدة التلوث البصرى والسمعى والبيئى، ومن التدهور الذى لحق ببيئتها العمرانية، مما أدى إلى حدوث تشوهات وتعديات على المبانى والشوارع والأرصفة حتى طالت التشوهات كثيراً من المبانى ذات القيمة المعمارية المتميزة والتاريخية.
وفى وضع كهذا أصبح من الضرورى تطبيق الوسائل العلمية والفنية والإدارية والتشريعية اللازمة لمعالجة العناصر العمرانية وإضافة اللمسات الجمالية الواعية إليها، من أجل تحسين صورتها البصرية وصيانتها وتنقية الفراغات العمرانية مما لحق بها لاستعادة طابعها الجمالى وشكلها الحضارى.
ويأتى دور اسس والمعايير والقوانين التخطيطية لمعالجة آثار الفجوة الثقافية بين الفكر المرجعى الرسمى القائم فى تصميم وتشكيل صورة المدينة وبين المجتمع حتى يلتقيا عند مستوى الإدراك الواعى لفن وجماليات صناعة العمران.