Les Fondements du Structuralisme Génétique de Lucien Godlmann (الأسس الفلسفية والنظرية للبنيوية التكوينية للوسيان جولدمان). (بالفرنسية)

01-05-2014 23:43

مثَّل البحثُ في مرجعياتِ الدرس النقدي عاملَ خوفٍ لدى الكثيرين، وبخاصة من الذين يوجِّهون جُلَّ أبْحاثهم إلى النقد التطبيقي، حيث خلا كثير من تلك البحوث من مرجعيةٍ نظريةٍ توجه ممارساتهم على النصوص، فداروا في فلك الأبحاث الأولى التي بُنيت على هُدى من الأساسِ النظريِّ. ولم يأبه الكثيرون بالبحث عن الآليات الباعثة على تبنِّي رؤية نقدية معينة، وبخاصة إذا كان هذا الباعث معتقدا فكريا أرّق أمما، وأحيانا أخرى (ديني أو وضعي). وكما يبدو فلم يُواكب تعدد التطبيقات تعميقٌ في دراسة المرجعية الفكريةِ، كما هو الحال في واقع النقدِ العربيِّ الأكاديمي المعاصر. فعلى سبيل المثال، نُقلت البنيوية بوصفها تطبيقا، ونُقِل الفكرُ الماركسي انطلاقا من الفكرة التطبيقية نفسها، أي ممارسة لا تنظيرًا، ونُقِل عديدٌ من الرؤى التي انبثقت على أثر الثورتين الروسية والفرنسية ، كل ذلك دون النظر في البواعث الفكرية التي أثارت الأفكار المصاحبة التي طغت على الفكر النقدي العالمي، وأدت إلى صياغة نظرية الأدب بصفة عامة. ومن أمثلة ذلك في نقدنا العربي تبني رؤى (البنيوية التكوينية - le structuralisme génétique) حيثُ لم تلتفت معظم تلك الدراسات إلى الحديث عن مرجعية لوسيان جولدمان بوصفه ناقدا للأدب، أو حتى إلى مرجعية مصطلحه النقدي بوصفه نتيجة مدارسات نظرية معتَمِدة على خلفيات فكرية ولغوية، مما جعل جولدمان نفسه قلقا تجاه نظريته حتى نهاية حياته.

وتحاول هذه الدراسة وضع لبنة مكملةً لرأب هذا الصدع، أقصد تلك المرجعية الفلسفية التي تسبق الممارسة النقدية وتجيب عما سكت عنه الدارسون الذين أُغرقوا في التطبيق دون التنظيرِ، حيث كانت محاولات رأب هذا الصدع قليلةً قائمة على إشارات بسيطة وهامشية.وعلى الرغم من صعوبةِ تناول المرجعيات الفكرية، وقلة المعلومات المتوفرة عنها، فإننا نحاول إضاءة تلك المرجعية من خلال العودة إلى الأفكار التي اعتمد عليها جولدمان، وكذلك بعض كتب جولدمان ومقالاته. ويتم ذلك من خلال محاور أربعة هي: المرجعية الفلسفية والمرجعية الفلسفية الماركسية، والمرجعية البنيوية اللغوية، والمرجعية النقدية الأدبية. وفي كل مرة يتم طرح التساؤل حول مدى اعتماد جولدمان على كل مرجعية من تلك المرجعيات، وأهميتها بالنسبة للمصطلحات الإجرائية التي مثّلت محاور نظريته.